قال الكاتب البريطاني “باتريك كوكبيرن” إن هناك العديد من المناطق السورية تفاقم عدم الاستقرار فيها لدرجة تنذر بحرب أهلية، بعكس غيرها من المناطق الأخرى التي تستمر الحياة فيها كما هو المعتاد. وأضاف “كوكبيرن” – فى مقال له نشرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية على نسختها الإلكترونية – يمكن أن تزداد حدة القتال، وفي بعض الأحيان يكون متقطعا حتى في مناطق التماس والاشتباك. وأكد “كوكبيرن” أن “كوفي عنان” مبعوث الأمم المتحدة إلى “سوريا” سيعود إلى دمشق في اليومين المقبلين، كمحاولة لإعطاء المزيد من الدعم لوقف إطلاق النار، قائلا : “هذه الزيارة تبدو وكأنها زيارة حاسمة؛ نظرًا لأن مجزرة “الحولة” جعلت “سوريا” مجددا في بؤرة الاهتمام الدولي، وهدفا محتملا للتدخل الأجنبي.” وذكر” كوكبيرن” أن وقف إطلاق النار نفذ منذ البداية بشكل متقطع؛ فالحكومة كانت دائما تؤكد فائدتها من نجاح التنفيذ، وتقول سيكون وقف إطلاق النار له دور في تحقيق الاستقرار. وقال فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة، خلال وقف إطلاق النار : “مستوى العمليات العسكرية الهجومية من جانب الحكومة انخفض بشكل ملحوظ” لكن يوجد “زيادة في الهجمات المسلحة وعمليات القتل المستهدفة”. وقال أحد مواطني دمشق : ” انقسمت صورة المجتمع السوري بشكل كبير حيث أصبح 30 % من الشعب ضد الحكومة السورية و30 % يؤيدونها و40 % لم ينضم لأي من الجانبين”. وأضافت مواطنة سورية أن حوارات المنتدين للنظام في دمشق تعكس الاختلافات، قائلة: “إذا قمت بعمل احتجاج سلمي سأعتقل على الفور”. وتساءل “كوكبيرن” عن إمكانية تغيير الجمود الحالي نتيجة مقتل العديد من الأبرياء في مجزرة “الحولة” أمس الأول، قائلا: “من الناحية الدولية سيتم زيادة الضغط للحصول على الدعم الأجنبي للمقاتلين، وتشديد العقوبات على سوريا.” وتساءل “كوكبيرن” أيضا عن تأثير عمليات القتل في مجزرة “الحولة” على كيفية رؤية السوريين للصراع على السلطة. واختتم “كوكبيرن” مقاله، قائلا : “جميع الانتقادات التي وجهت لبعثة السلام لـ “عنان” تبدو وكأنها الطريقة الوحيدة لانحسار أعمال العنف، فحتى مع زيادة تدفق الأسلحة إلى المعارضة فإن الحكومة ما زال لديها التفوق الكبير في القوة المسلحة، وفي الواقع يتحول هذا إلى ضعف سياسي كما هو الحال مع الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، أو إسرائيل في لبنان وغزة، والاستخدام المفرط للأسلحة الثقيلة ضد المدنيين يؤدي إلى رد فعل غاضب في الداخل وعزلة سياسية في الخارج .” يذكر أن محافظة “حمص” السورية تعرضت أمس الأول الجمعة لمجزرة في مدينة الحولة، راح ضحيتها نحو 110 من المدنيين، من بينهم حوالي 50 طفلا نتيجة للقصف الصاروخي والمدفعي للمدينة . علي عكيلة ووكالات
كاتب بريطاني : مجزرة الحولة بداية حرب أهلية طويلة في سوريا